جديدنا
الكتلة الإسلامية في جامعتي الأزهر والإسلامية بغزة تشارك وقفة التضامن الوطنية الكتلة الإسلامية في مدارس قطاع غزة تحيي ذكرى المولد النبوي الكتلة الإسلامية في جامعات غزة تواصل استقبال الطالبات مع انطلاق العام الدراسي الجديد مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بغزة ينظم حفلاً ترفيهياً الكتلة الإسلامية تستقبل الطلبة في جامعات قطاع غزة الكتلة في جامعة الأزهر تنظم الملتقى الطبي التاسع الكتلة الإسلامية تستقبل الطالبات ببدء العام الدراسي الجديد الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة تختتم المخيم الكشفي ميدان الشباب الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في شرق غزة الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في جنوب غزة

    أعراس غزّاوية مؤجّلة... إلى الأبد

    آخر تحديث: الخميس، 27 مايو 2021 ، 07:37 ص

     

     

     

     

     

     

     

    أعراس غزّاوية مؤجّلة... إلى الأبد!

    وكالات/  الكتلة الإسلامية

    كان على والدة رجاء أن تخفي كلّ ما رتّبته ابنتها العروس على رفوف غرفتها، كي لا تغصّ بموجة جديدة من الانهيار العصبي الذي رافقها منذ سمعت نبأ استشهاد عريسها أحمد. «Ø¹ÙŠØ¯Ù†Ø§ عيدين»ØŒ هذا ما كتبه أحمد المصري على كلّ الهدايا التي قدّمها إلى رجاء طوال شهر كامل سبق موعد الزفاف الذي كان مقرَّراً ثاني أيام عيد الفطر.

     ÙˆÙ†Ø­Ù† جالسون، تستذكر والدتها مقدار الفرح الذي عاشه خطيب ابنتها حتى قبيل يوم من استشهاده. تقول: «ÙƒØ§Ù† أحمد ممتعضاً قبل أن يغادر منزلنا في الـ 27 من رمضان، ولمّا سألته عن السبب، جاوب بابتسامة ماكرة: ليه ما يكون فرحي أول يوم العيد، والله ثاني يوم كثير بعيد». قالها وترك ضحكة صاخبة ثمّ غادر.

    تروي الأم: «Ø³Ù‡Ø± في منزلنا حتى منتصف الليل. كنا نتجمّع في المنزل في انتظار الفرح، وكلّما رآني، غنّى لي أغنية زواج العيد». تنهمر الدموع من عينيها، ثمّ تميل برأسها إلى كتف ابنتها التي لم تنطق إلّا بجملة واحدة كرّرتها طوال وجودنا: «Ø±Ø­ يرجع... رح يرجع، لسّا العيد ما أجى». أما حماه، أبو حسام، فيقول: «Ù„يلتَها، خرج من البيت وكنّا في انتظاره... جلسنا على باب البيت، كلّ شباب العائلة والأطفال».

     Ø³Ø§Ø¹Ø© أو اثنتان، لا يدري الأب المكلوم كم بقي شباب العائلة يهزجون المواويل في حضوره، لأن «Ù„حظات الفرح تمرّ سريعاً». يُكمل الرجل الذي تقول تجاعيد وجهه إنه يغلق أبواب الخمسينيات: «Ø£Ø­Ù…د كان سعيداً جداً بحجم بساطته... جمع تكاليف فرحه من عمله في مزرعة العائلة، يوماً بيوم». ويستطرد من دون أن نسأل عن التفاصيل: «Ù…ثل ما بقلك، يوم بيشتغل بـ100 شيكل (30$) بيشتري فيهن شوية ملابس لرجاء، وبعده بيشتغل بـ80 شيكل بيجيب زجاجة عطر وبيزورها».

    العريس الذي لم يتجاوز الـ19ØŒ شاهَد عروسه التي تدرس تربية أطفال، لأوّل مرّة، لدى خروجها من جامعتها. يبتسم حماه، والد رجاء، ويقول: «ÙŠÙˆÙ…ها، لم تلاحظ رجاء تتبعه لها، لكن تكرار انتظاره لها طوال شهر كامل ومراقبتها حتى تصل منزلها دفعها إلى أن تخبرني... في اليوم التالي، جاء وحده إلى المنزل طالباً يدها».

     ÙŠØªØ§Ø¨Ø¹ أبو حسام: «ÙƒÙ†Ù‘ا نحبه مثل واحد من أولادنا. أمه استشهدت في حرب 2014ØŒ فكانت أم حسام وأمي بيشعروا إنو من واجبهم يعوّضوه عن كلّ شيء». لكن أحمد قضى في أولى ساعات الحرب. في السادسة والدقيقة الـ20 من مساء الإثنين، الحادي عشر من الشهر الجاري. كان أحمد في حقله الملاصق للحدود الشرقية لبيت حانون، أقصى شمال القطاع، برفقة عدد كبير من أفراد عائلته، وفجأة أطلقت طائرة إسرائيلية مُسيّرة صواريخ عليهم، ما تسبّب في مجزرة أودت به مع تسعة آخرين من أفراد أسرته، بينهم خمسة أطفال.

    بحث عنها تحت الأنقاض

    قصّة أخرى لا تقلّ إيلاماً، بطلها أنس اليازجي الذي غيّرت الشمس ملامح وجهه بعدما قضى ستّ ساعات متواصلة وهو يبحث عن خطيبته شيماء أبو العوف تحت أنقاض منزلها. شيماء طالبة في طبّ الأسنان، وبدأت حكاية حبّه لها منذ ثلاث سنوات، منها سنتان ونصف سنة من الخطوبة، كان من المقرّر أن تتوَّج بإتمام الزواج بعد عيد الفطر بشهر واحد.

     ÙŠÙ‚ول الشاب اليازجي: «Ø¬Ù‡Ù‘زنا الشقة، واشترت كلّ جهازها، وكنّا في انتظار الفرح». انتهت قصة الحب باستشهاد شيماء إثر قصف منزلها في شارع الوحدة وسط مدينة غزة. يقول أنس مستذكراً اللحظات الأخيرة: «Ø£Ø±Ø³Ù„ت إليها عبر واتسآب بعدما سمعنا أوّل غارة، فسألتها عن حالها وردت: أنا بخير لكن خايفة».

    يكمل الشاب العشريني: «ÙƒØªØ¨Øª لها: اختبئي، لكن الرسالة لم تصل». في النتيجة، استشهدت أبو العوف برفقة 14 من أفراد عائلتها منتصف ليلة السادس عشر من الشهر الجاري، بعدما هوى البيت المُكوَّن من أربع طبقات على رؤوسهم.

    زينة الفرح باقية

    لا تزال عائلة العريس الشهيد محمد جمال أبو سمعان تُعلّق ما تبَقّى من زينة الفرح الموضوعة قبل شهر ونصف شهر من اليوم. كان منزل العائلة البسيط في حيّ الشيخ عجلين غرب مدينة غزة يضجّ بالفرح الذي أراده ابن الرابعة والعشرين بسيطاً.

    شباب العائلة والأصدقاء المقرّبون فقط جمعتهم ليلة السمر التي سيكون عليهم أن يحفظوا تفاصيلها جيداً. «Ø¨Ø³ÙŠØ· وهادئ، محبّ جداً للحياة بالقدْر الذي يعرف كلّ من يحيط به أنه مشروع شهادة»ØŒ يقول زوج أخته، محمود. ويكمل: «Ù„ا أحد على علم بطبيعة عمله المقاوم».

    أمّا عروسه سها، وهي مهندسة ديكور، فتستذكر كيف نافسها عريسها الوسيم في تخصّصها الذي درسته بشغف، وكيف بنى محمد شقة العمر بأقلّ الإمكانات، معتنياً بأدقّ التفاصيل: «Ø§Ù„شبابيك من خشب المشاطيح الذي يوحي بالعراقة والأصالة، صالة المعيشة تملأها رفوف زاهية رُصفت عليها الزهور على نحو شديد التناسق، غرفة النوم ذات اللون الأزرق السماوي والسرير الأبيض الثلجي».

    تحيط زوجته عنقها بشالٍ وردي كان قد اشتراه لها قبل رحيله. «Ù…حمد له رأي مغاير في الديكور، وهو أن البساطة هي الجمال». في صبيحة اليوم السابع من الحرب، قضى محمد في اغتيال استهدف سيارة تقلّه مع اثنين من رفاقه بالقرب من ميناء غزة. «ÙƒØ£Ù†Ù‘نا في حلم لم يكتمل»ØŒ تقول شقيقته الصحافية سلسبيل. وتضيف: «Ù„ا نزال نعيش أجواء الفرح الذي انتظرناه طويلاً... لا نزال في أجواء الفرح أيّاً كان مكانه، في الأرض أو السماء».

    أضف تعليق

المسابقة

يجب عليك ان تقوم بتسجيل الدخول اولا ...