كان هذا ولا يزال سؤالًا ملØًا يتردد ذكره على امتداد الشهور العشرة الماضية, وذلك ÙÙŠ أعقاب انعقاد مؤتمر المانØين بالقاهرة ÙÙŠ أكتوبر/ تشرين أول عام 2014ØŒ على إثر الØرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
إن خطوات إعادة الإعمار التي تم الاتÙاق عليها لاØقًا Ùيما أطلقت عليها "خطة سيري" لإعادة الإعمار بين السلطة الÙلسطينية Ùˆ(إسرائيل) والأمم المتØدة قد مضت بطيئة جدًا Ùˆ متثاقلة إلى الØد الذي كانت توص٠وبدون مبالغة بأنها: لم "تبدأ بعد".
غير أن الشهور القليلة الماضية Øملت معها بعض المؤشرات الإيجابية التي قد تزرع الأمل ÙÙŠ Ù†Ùوس المواطنين وتزيل عنهم Øالة البؤس والكآبة المسيطرة عليهم, خاصة بعد تØقيق خطوات جادة ÙÙŠ هذا السبيل من خلال إعلان الØكومة القطرية عن استعدادها لتمويل إعادة إعمار أل٠وØدة سكنية من الوØدات المصنÙØ© هدما كليا جرى زيادتها إلى 1500 ÙˆØدة سكنية, ولم يتوق٠الأمر عند هذا الØد بل امتد إلى تذليل عقبات إدخال مواد البناء اللازمة لإعادة الاعمار .
وقد جرى الانتقال من مرØØ© Ø§Ù„Ø·Ø±Ø Ø§Ù„Ø¥Ø¹Ù„Ø§Ù…ÙŠ إلى مرØلة التطبيق العملي وذلك بعد الانتهاء من دراسة المخططات الهندسية لنØÙˆ 1200 ÙˆØدة سكنية ثم الإعلان عن المواÙقة النهائية لاعتماد أسماء الدÙعة الأولى للمتضررين من جراء الØرب الأخيرة والتي تنطبق عليهم Øالة مستوى "الهدم الكلي" لعقاراتهم, وتبلغ أعداد هذه الدÙعة 580 ÙˆØدة سكنية جرى بالÙعل تØويل مخصصاتهم المالية إلى البنوك. وبالتوازي جرى توÙير مواد البناء الأساسية وهي: الإسمنت والØديد والزلط وبالأسعار الرسمية وبالكميات المطلوبة مما يعني أن هذه الشريØØ© من المتضررين أصبØت قادرة بالÙعل على Ù†Ùض الغبار المتراكم على بقايا مخلÙات الدمار والهدم ثم الشروع Ùعلا ÙÙŠ عملية إعادة الاعمار, لكي ترسم هذه الخطوة المهمة البسمة على Ø´Ùاه ووجوه المتضررين الذين تضرروا بشكل صارخ وقاس٠من جراء هذه الØرب سواء أكان الضرر مادياً أم معنوياً أو ÙÙŠ صورة خسائر بشرية للقتلى والجرØÙ‰ والمصابين والمعاقين ناهيك عن التشتت والتنقل من مسكن لآخر أو من مقر إيواء لآخر.. إن كثيرا من المتضررين Ùقدوا أشياء مهمة لا تقدر بثمن ويتعذر ÙÙŠ الوقت ذاته تعويضها أو إيجاد البديل عنها.
إن تخصيص Ù†ØÙˆ 26 مليون $ لإعادة إعمار الوØدات السكنية للدÙعة الأولى التي تسلمت مخصصاتها المالية بالÙعل وبواقع 45أل٠$ ÙÙŠ المتوسط للوØدة السكنية الواØدة يعني أن هناك Øراكًا Ùعليًا ÙÙŠ مواد البناء عبر شركات التوزيع المعتمدة ومن ثم استخدام هذه المواد المخزنة التي مضى على تخزينها قرابة أربعة أشهر بشكل ÙŠØول دون تعرض الموزعين لخسائر كبيرة خاصة Ùيما يتعلق بالإسمنت الذي قد تقل ÙƒÙاءته بمرور الوقت.
يلي ذلك Øدوث Øراك لدى عشرات من شركات المقاولات التي تقوم بتنÙيذ عمليات إعادة الاعمار مستعينة ÙÙŠ ذلك بالأيدي المهنية الماهرة والمدربة ÙÙŠ هذا المجال الأمر الذي ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø²ÙŠØ§Ø¯Ø© الطلب على العمالة المعطلة من الØدادين Ùˆ النجارين الذين يعملون ÙÙŠ هذا المجال على اختلا٠درجات مهاراتهم، إضاÙØ© إلى المهندسين من ذوي الاختصاص.
Ùˆ من ثم المساهمة ÙÙŠ Ø®Ùض معدلات البطالة وإيجاد مصدر دخل للعمالة الجديدة Ùˆ بالتالي تقليل معدلات الÙقر العالية التي أثقلت كاهل أصØابها. Ùˆ يرتبط هذا الØراك بتشغيل معامل Ùˆ مصانع الباطون بمعدلات أعلى مع إعادة تشغيل المتعطل منها ومن ثم الاستÙادة من الطاقة الإنتاجية المتعطلة للأصول الثابتة كالآلات والمعدات الثقيلة والتجهيزات المختلÙØ©.
إن هناك Ùرصة أخرى لزيادة تÙعيل مصانع مواد البناء كالطوب الإسمنتي Ùˆ البلاط Ùˆ غيرها، ولا شك أن قطاع النقل Ùˆ المواصلات له دور مهم من خلال نقل مواد البناء من مراكز التوزيع إلى مواقع تنÙيذ إعادة الاعمار. علما بأن الخطوات المشار إليها تمثل المرØلة الأولى من المراØÙ„ الأربعة التي تمر بها عملية إعادة الإعمار للوØدات السكنية ليتبع ذلك تشغيل مجالات عمل جديدة من خلال أعمال التشطيب النهائية كأعمال السباكة Ùˆ النجارة Ùˆ الكهرباء Ùˆ الألمنيوم Ùˆ الزجاج Ùˆ تجهيزات المطابخ جنبا إلى جنب مع أعمال القصارة Ùˆ التمديدات الكهربائية Ùˆ الصر٠الصØÙŠ Ùˆ الطراشة Ùˆ الدهان Ùˆ أعمال الديكور، ومØلات بيع الأثاث ومستلزماتها.
ومما يجدر ذكره أن المصادقة على عملية إعادة الاعمار للوØدات السكنية مرهونة باستكمال مخططاتها الهندسية التي تقوم بها المكاتب الهندسية Ùˆ الاستشارية مع اعتمادها من نقابة المهندسين توطئة لاستخراج رخص البناء من دوائر التنظيم Ùˆ التخطيط بالبلديات ووØدات الØكم المØلي، أي أن الجهات السابق ذكرها سيتوÙر لها مجالات عمل وأعباء إضاÙية مع تØقيق مصدر دخل إضاÙÙŠ لمن يقوم بها.
إن الخطوات المشار إليها تعني Ù†Ùض الغبار عن كثير من المواقع Ùˆ الأماكن الراكدة "Ùˆ ليس كلها " والبدء بØركة نماء سيستÙيد منها بشكل مباشر قطاعا التجارة الداخلية Ùˆ الخارجية Ùˆ من ثم انتعاش الأسواق الداخلية من خلال ما يقوم به المستوردون من توريد لاØتياجات السوق مع زيادة Øصيلة الإيرادات النقدية للخزانة العامة الÙلسطينية Ùˆ هذا ينعكس بطبيعة الØال على زيادة مستويات الأجور السائدة Ùˆ زيادة إنتاجية العمل مع تØقيق Ø·Ùرة ÙÙŠ الناتج المØلي الإجمالي Ùˆ زيادة متوسط نصيب الÙرد من هذا الدخل .
إن قطاع غزة الذي Øقق نموا سالبا ÙÙŠ الناتج المØلي الإجمالي خلال عام 2014 Ùˆ النص٠الأول من عام 2015 من المتوقع أن يسترد عاÙيته ويستعيد لياقته Ùˆ ÙŠØقق نموا موجبا Øتى نهاية هذا العام على الأقل رغم أن هذا النمو قد لا يكون مرتÙعا Ùˆ يندرج ذلك ÙÙŠ إطار السيناريو المتÙائل نسبيا الذي يرتكز إلى التخÙي٠من Øالة الØصار المÙروض على قطاع غزة Ùˆ التسريع ÙÙŠ عملية إدخال مواد البناء.
إن الانجازات المشار إليها - ÙˆÙÙŠ Øالة استمرار الظرو٠المهيأة لها على ضوء البدء الÙعلي بإعادة إعمار 580 ÙˆØدة سكنية - تشكل Ùقط خطوة من خطوات عديدة نأمل أن يتتابع استكمالها على مر الأسابيع والشهور القادمة خاصة Ùˆ أنه لا تزال هناك آلا٠الوØدات السكنية المدمرة كليا قيد الدراسة Ùˆ استكمال الإجراءات مع انتظار وصول التغطية المالية لها ØŒ كما أن هناك كمًّا هائلًا من الركام المتراكم المتخل٠عن عمليات التدمير الذي لم يتم إزالته بعد، مع ما ÙŠØمله ذلك من أخطار وأضرار بيئية لا Øصر لها بجانب أن هذا الركام يعتبر عقبة كئود أمام أية رؤى مستقبلية مع الإعاقة التامة لأعمال صيانة ÙˆØ¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¨Ù†ÙŠØ© التØتية التي هي ÙÙŠ أمسّ الØاجة Ù†ØÙˆ إعادة تأهيلها لتباشر دورها المنوط بها ÙÙŠ خدمة اØتياجات المواطنين.
إن عشرات الآلا٠من الأسر من ذوي البيوت المدمرة كليا لا يزالون يعيشون ÙÙŠ الشتات خارج Ù…Øال إقاماتهم المعتادة ÙÙŠ ظل صور عديدة من المعاناة الشديدة والمؤلمة، إذ إنهم غير قادرين على مزاولة أعمالهم اليومية الضرورية, إضاÙØ© لاÙتقارهم إلى أبسط المتطلبات الØياتية الإنسانية. هذا بجانب مئات المؤسسات التجارية والصناعية والزراعية والØكومية المتوقÙØ© عن العمل.
إن الجهد الكبير الذي تقوم به وزارة الأشغال العامة والإسكان بالتوازي مع ما تقوم به السلطة الÙلسطينية لهو دور يستØÙ‚ التقدير والثناء خاصة ÙÙŠ ظل ما تقوم به المنظمات الدولية المشرÙØ© على عمليات إعادة الإعمار من عمل مثابر مثل برنامج الأمم المتØدة الإنمائي UNDP وكذلك وكالة الأمم المتØدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الÙلسطينيين UNRWA وغيرها من الجهات على أمل باستمرارية هذا الجهد وتكثيÙÙ‡ Øتى نهاية المشوار مع الØÙ‚ الكامل ÙÙŠ استئنا٠Øرية Øركة تدÙÙ‚ السلع والخدمات وتنقل الأÙراد ÙÙŠ الاتجاهين ومن خلال جميع المعابر سواء ما كان منها قيد العمل أو تلك التي جرى تجميدها أو وق٠العمل بها على امتداد مساØØ© القطاع من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، من أجل أن تتوÙر كاÙØ© اØتياجات المواطنين المتضررين من الØرب مباشرة أو غير المتضررين منها على Øد سواء.
ولنا أن نتساءل قبل ذلك وبعد ذلك عن الدور الØيوي الواجب أن يقوم به المجلس الاقتصادي الÙلسطيني للتنمية والإعمار PICDAR ÙˆÙÙŠ Øدود اختصاصاته المعتادة ÙÙŠ التخطيط والإعداد لتنÙيذ كثير من الاØتياجات الملØØ© والمتعلقة باستكمال النقص الØاد ÙÙŠ المراÙÙ‚ العامة ÙÙŠ المجالات التعليمية والصØية والثقاÙية والاجتماعية والقضائية والشرطية ومشاريع تطوير البنية التØتية للكهرباء والماء النقي والصر٠الصØÙŠ والمعالجات البيئية والتوازنات الØيوانية.
إن ما سبق ذكره لا يجب أن يكون منÙصلا عن إيلاء الاهتمام الكبير لكثير من المشاكل الØيوية التي لا يزال يعاني منها الوطن ÙˆÙÙŠ طليعتها الانقسام البغيض والØصار الجائر والممارسات القسرية الإسرائيلية ÙÙŠ الضÙØ© الغربية والقدس الشرقية مع Øصارها المطبق على قطاع غزة، هذا بجانب معاناة العنصر البشري من البطالة الهيكلية والØادة والمزمنة وما يترتب عليها من ارتÙاع معدلات الÙاقة والÙقر والبؤس والØرمان الشديد من أبسط الاØتياجات الإنسانية الآدمية. ولا ÙŠÙوتنا القول إن الخلل الكبير ÙÙŠ بنية القوى العاملة الÙلسطينية لهو شديد الخطورة ÙÙŠ ظل وجود Ù†ØÙˆ 50 ألÙا من العاملين الØكوميين ÙÙŠ غزة الذين هم على رأس عملهم منذ سنوات ولا يتقاضون مخصصاتهم الشهرية إلا ÙÙŠ Øدود النزر اليسير وعلى Ùترات متباعدة.
وبالمقابل Ùإن هناك أعدادًا أخرى ØªØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ†(60-70) ألÙًا ممن هم ليسوا على رأس عملهم ويتقاضون رواتبهم بشكل معتاد مع ما يترتب على ذلك من تداعيات سلبية لا Øصر لها.
Ùلسطين أون لاين
أضف تعليق