جديدنا
الكتلة الإسلامية في جامعتي الأزهر والإسلامية بغزة تشارك وقفة التضامن الوطنية الكتلة الإسلامية في مدارس قطاع غزة تحيي ذكرى المولد النبوي الكتلة الإسلامية في جامعات غزة تواصل استقبال الطالبات مع انطلاق العام الدراسي الجديد مجلس طالبات الجامعة الإسلامية بغزة ينظم حفلاً ترفيهياً الكتلة الإسلامية تستقبل الطلبة في جامعات قطاع غزة الكتلة في جامعة الأزهر تنظم الملتقى الطبي التاسع الكتلة الإسلامية تستقبل الطالبات ببدء العام الدراسي الجديد الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة تختتم المخيم الكشفي ميدان الشباب الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في شرق غزة الكتلة الإسلامية تكرم المتفوقات بالثانوية العامة في جنوب غزة

    كفرتُ بالإنسانية يا مخيم اليرموك!

    آخر تحديث: الإثنين، 06 يوليو 2015 ، 07:28 ص

     

     

     

     

     

     

    كفرتُ بالإنسانية يا مخيم اليرموك!

    بقلم د.ديمة طهبوب

     

    على قدر ما يحاول الإنسان السوي صاحب الرؤية و الدين العض على مبادئه، و الحفاظ على ذلك الخيط الرفيع الذي يفرق بين الشرائع المثالية النبيلة و بين أخطاء البشر؛ فإن هذه الطاحونة التي نعيش فيها تحت أقدام الذين يتحكمون فينا من القوى العظمى، و تحت ذل حكامنا لم تبقِ و لم تذر أية عصمة في نفوس الكثيرين لأي مقدس؛ فتخلى بعضهم عن الدين، و نبذ بعضهم الثورية و المقاومة، أو تعب منها و تاجر فيها، و آثر بعضهم العزلة و السكوت الجبان، بينما تطرف آخرون وصلوا نهاية الخط و حد اليأس؛ و أصبح الموت أفضل لديهم من الحياة بذلة، و أهون من استجداء ما يقيم الأود من لئام البشر!!

    كان المؤمنون و الدعاة يصبرون الناس بقبول الابتلاء كجزء من التمكين، و وجوب التضحية كطريق نحو النصر، و أن استطالة عمر الظلم مؤذن بفنائه القريب؛ إلا أن الله فطر البشر أيضا على حب النصر، و على الرغبة في جني و لو ثمرة من ثمارها؛ فها هو سعد بن معاذ يدعو الله أن يؤخر أجله، و قد أصيب بسهم قاتل حتى يرى مصارع بني قريظة، بل و يتقبل الله طلبه بأحسن القبول؛ فيكون هو الحكم العادل في مصيرهم، غير أن ما يحصل مع المسلمين الآن لا يشابه مرحلة انتظار النصر، و لا جني ثماره، و لا حتى العمل لتحقيقه؛ إنه لا يشبه سوى أسوأ حالات الضعف و الخور و المهانة الذي كان فيها المسلم ينتظر المغولي؛ ليجلب سيفه و يقتله غير أن المغول الآن تعددت أجناسهم و أوطانهم، و أصبح أكثر العالم مغوليا بالنسبة للمسلمين، و الكل يتسابق كيف يضيق عليهم، و يسومهم سوء العذاب؛ بينما ينظر بعض النخب باستبعاد المؤامرة، و يدعو إلى الحوار و الحسنى و التوافق.

    لا نعرف أي حسنى، و أي حوار، و أية سلمية، و أية قوانين إنسان و مواثيق دولية و معاهدات تعمل في سمائنا و على أرضنا العربية و الإسلامية؟! فكل هذه التخرصات قد تجد منفذا في غير بلادنا إلا أنها تقف عند حدودها، و لا تتعداها لتصل إلينا؛ فنحن لا نعد سوى أرقام لا تقدم و لا تؤخر ببقائها؛ بل قد يعد التلاعب بمصيرنا و حياتنا ورقة ضغط لتصفية الحسابات و القضايا، التي ترهق الدول العظمى في منطقتنا، و رسم سياسات و خطط جيدة للمنطقة!

    نفهم الآن لماذا يتطرف بعض الناس عن جهالة، و لكنهم بشكل أو بآخر يثأرون لدمائهم المراقة، و حياتهم المستباحة؛ فحيثما يممت في العالم تجد المسلم الحلقة الأضعف الذي يقع عليه كل عداء و جنون و سادية الطغاة؛ فيصبح الحل الوحيد أمام الشباب المتحمس التخطيط للموت بكرامة؛ إذ لم يستطيعوا التخطيط للحياة بعزة،

    لا نلوم الآخرين فقط؛ فقد ماتت فينا الإنسانية جميعا، و حلت مكانها الأنا الضيقة؛ فلا نبالي بما يحصل خارج دائرتنا و أسرتنا و مجتمعنا و وطننا؛ أما الدائرة الكبيرة للأمة فأصبحت مصطلحا من زمن غابر، نترحم عليه و على دعاته!

    نرى حالة الهوان هذه واضحة في حال مخيم اليرموك الذي تآمر عليه الغريب و القريب؛ لتصفية رمزيته في قضية اللجوء و العودة، و دوره في استمرارية المقاومة و الحفاظ على نهجها!

    في اليرموك اختبرنا زيف بعض التنظيمات التي كانت تدعي المقاومة، ثم كانت الأولى في التآمر على المخيم، في اليرموك اختبرنا كيف أن تاريخ دولة بني على وهم الممانعة كان سرابا كبيرا و متاجرة بالقضية، في اليرموك رأينا الآن كيف يتلبس بعض الشياطين بلبوس الدين و الملائكة و هم من ذلك براء! في اليرموك انقلبت الآية، و مات الناس من الجوع و العطش؛ في وقت وصل فيه البشر إلى حالة من الكفاية أصبحوا يقولون بعدها " ما في حد بموت من الجوع" بعد أن كان المخيم حاضرة من حواضر الخير و الازدهار و العافية، و قدم مثلا على المحافظة على القيم و المبادئ، و متابعة الحياة لخدمة القضية

    في اليرموك، و قبله صبرا و شاتيلا و تل الزعتر و غيرها. سقطت كل حسابات الإنسانية و الدين و قوانين الحرمة و العصمة، و سقط معظمنا في اختبار المبادئ و التنظير!

    ماذا نفعل إذن و الكماشة قد أطبقت من كل الزوايا، و لم يعد هناك منفذ؟ قد يتساءل بعض اليائسين ممن استحلوا القعود، و ممارسة دين الدراويش و الرهبان بالاقتصار على العبادة و الدعاء؟! و مثل هذا المنطق هو الهزيمة الحقيقية، و الجواب يسير؛ أن افعل أي شيء مهما كان يسيرا، أو رمزيا، المهم أن تتحرك، أن تحس بالألم، أن يؤرقك الخطب الجلل، أن لا تسكت؛ فالسكوت هو الموت و التصفية و ختم النهاية.

    لا تسكت، و لا تقعد، و لا تبخل، و لا تسمح لنفسك أن تكون شريكا في الجريمة، و تذكر أن المكان الأسوأ في الجحيم للذين يقعدون على الحياد.

    و بغير ذلك؛ لا ينطبق عليك سوى أنك من القطيع تأكل و تشرب و تسمن للذبح؛ عندما يريد الجزار الأكبر، أو وكلاؤه في المنطقة.

    أضف تعليق

المسابقة

يجب عليك ان تقوم بتسجيل الدخول اولا ...